کد مطلب:241031 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

من غیاه فقد غایاه
من خطبة الرضا علیه السلام المطولة فی التوحید التی رواها الصدوق ذكرناها مع السند من أولها إلی فقره: «ابتداؤه إیاهم دلیل علی أن لاابتداء له؛ لعجز كل مبتدأ عن ابتداء غیره» و إلیك من موضع القطع:

«و أدوه إیاهم دلیل عن أن لاأداة فیه لشهادة الأدوات بفاقة المتأدین، و أسماؤه تعبیر و أفعاله تفهیم، و ذاته حقیقة، و كنهه تفریق بینه و بین خلقه، و غبوره تحدید لماسواه فقد جهل الله من استوصفه، و قد تعداه من اشتمله، و قد أخطأه من اكتنهه و من قال: كیف فقد شبهه، و من قال: لم فقد علله، و من قال: متی فقد وقته، و من قال: فیم فقد ضمنه، و من قال: إلی م فقد نهاه، و من قال: حتی فقد غیاه، من غیاه فقد غایاه...» [1] .

قال المعلق: «أدوه» علی وزان فلس مصدر جعلی من الأداة مضاف إلیه تعالی أی: جعله إیاهم ذوی أدوات و الآلات فی إدراكاتهم و أفعالهم... و المتأدین من هذه المادة جمع لاسم الفاعل من باب التفعل أی: من یستعمل الأدوات فی أموره. [2] و إنما یشهد الأدو علی فاقة المتأدی إذ لو لا الأداة لما استطاع الحصول علی ما قصده و الفاقة منفیة عنه تعالی. قوله علیه السلام: «و أسماؤه تعبیر...» و الوجه ظاهر إذ الألف والواحد (ا..ا)

أسماء له تعالی، و إنما المسمی فی ذلك واحد فقط.



عبارتنا شتی و حسنك واحد

و كل إلی ذاك الجمال یشیر [3] .



و الحقیقة هی المسؤول عنها فی حدیث كمیل العلوی فراجع [4] و عدم معرفة الكنه هو الفارق بین الله تعالی و خلقه إذ یمكن الوصول إلی الثانی دون الأول و قد قال



[ صفحه 451]



تعالی: «و لایحیطون به علما»، [5] و الخلق محاط و كیف یكون المحاط محیطا.

و الغبور: البقاء الملازم لعدم المحدودیة المحدد لغیره [6] و الاستیصاف جهل إذ هو طلب وصف ما لایمكن وصفه كما أن المضمن له تعالی و مكتنهه خاطی ء متعد، و أما السائل عن الكیفیة فهو مشبه لله عزوجل بالخلق ذی الكیفیة و كذا السؤال عن علة الوجود و لوازمه، عن الزمان و المكان و الغایة و النهایة.

قوله علیه السلام: «و من غیاه فقد غایاه» أی القول بأن وجوده تعالی ما الهدف منه؟ فقد جعله كوجود غیره المغیا بغایة من الغایات مثلا یقال ما غایة وجود الشمس فیجاب لإضاءة الكون و تربیته و غیرها.



[ صفحه 452]




[1] التوحيد 36.

[2] هامش التوحيد 36.

[3] أمثال و حكم دهخدا 1089:2.

[4] «اطف السراج فقد طلع الصبح» حرف الهمزة مع الطاء من الأمثال و الحكم العلوية مخلوط من حديث كميل.

[5] طه: 110.

[6] هامش التوحيد 36 و قال:

و بالياء المثناة - أي غيوره - بمعني المغايرة لاجمع الغير و في نسخة «و غيوره تجديد» بالجيم أي قدمه يوجب حدوث ما سواه. كما و ذكر قبل ذلك شرحا «و من قال: حتي م فقد غياه» أي: من توهم أنه تعالي ذونهايات و سأل عن حدوده و نهاياته فقد جعل له غايات ينتهي إليها و من جعل له غايات فقد جعل المغاياة بينه و بين غيره....